أعطي لمجموعة من الطلبة قائمة من عشر كلمات لا علاقة بينها، وطلب منهم أن يحفظوها بالترتيب الذي جاءت عليه في القائمة، ولكن طلب من نصف هذه المجموعة أن يحفظوا هذه الكلمات بأن ينسجوا حولها قصة، وطلب من النصف الآخر أن يحفظوها كما هي، وعندما طلب من المجموعتين استرجاع الكلمات عقب حفظها مباشرة استرجعها الجميع دون مشاكل.. تمت إعادة التجربة مع نفس مجموعة الطلاب إحدى عشرة مرة، وبعدها أعطي الطلبة الكلمة الأولى في القائمة الأولى وطلب منهم استكمال باقي الكلمات في نفس القائمة، وكرر الأسلوب مع القوائم الأخرى، فوجد أن الطلبة الذين نسجوا قصصاً حول الكلمات كان استرجاعهم بنسبة 93%، أما طلبة المجموعة الأخرى فكان متوسط استرجاعهم 13% فقط.
توضح هذه التجربة أن استخدام أسلوب بسيط لتحسين التذكر قد زاد من القدرة على التذكر بنسبة 7 أضعاف تقريباً، أي أن الطلبة الذين نسجوا القصص استطاعوا أن يتذكروا عدداً من الكلمات يساوي تقريباً 7 أضعاف ما استطاع الطلبة الذين لم يستخدموا هذا الأسلوب.
إن ما فعله الطلاب في هذا المثال هو أنهم قاموا بعمل رابط منطقي بين الكلمات، وتنظيمها والتركيز على المنطق الذي يحكمها، وهذا هو السبب في أن طريقة الحل للمواد العلمية التي نتعلمها بحل الأسئلة كالرياضيات والفيزياء، طريقة الحل من الصب جداً نسيانها إذا قمنا باستخدامها استخداماً صحيحاً عند تعلمها لأول مرة (شرط أن نستخدمها بأنفسنا لا أن نكتفي بالنظر إلى حل الآخرين).
ربط المعلومات الجديدة بأخرى قديمة يساعد في تذكرها فتصبح المعلومات القديمة كأنها سنارة تعلق فيها المعلومات الجديدة، وهذه النظرية يمكن استخدامها بنجاح عند قراءة الدرس لمرة أو مرتين ثم تسميعه سريعاً، وبعد فترة دراسته دراسة جدية، إن أول نظرة إلى الدرس تكوّن عندك فكرة عنه، هذه الفكرة تستطيع تثبيتها بسهولة، إن ثبتت فما عليك بعدها إلا تعليق المعلومات الجديدة (التي تكتسبها بالدراسة الجدية) بتلك الفكرة لتوسيعها و تكميلها.